احتجاجات إيرانية على شح مياه الشرب وسط مخاطر بجفاف متزايد

احتجاجات إيرانية على شح مياه الشرب وسط مخاطر بجفاف متزايد

 

تجمّع مئات الأشخاص، اليوم الأربعاء، من جديد في محافظة شهار محل وبختياري جنوب غرب إيران، للمطالبة بحلّ أزمة شحّ مياه الشرب، بحسب التلفزيون الرسمي الإيراني.

 

وأفاد التلفزيون الرسمي الذي بثّ لفترة وجيزة مشاهد من التجمّع أن “سكّانًا.. تجمّعوا اليوم في شهركرد -عاصمة المحافظة- لإسماع السلطات مخاوفهم المتعلّقة بجفاف المياه”.

 

والأحد الماضي سار أكثر من ألف شخص باتّجاه مقرّ المحافظة لمناشدة المسؤولين بإنهاء “مشاريع لنقل المياه من المحافظة إلى مناطق أخرى مجاورة”، بحسب التلفزيون الرسمي.

 

وأضافت القناة الرسمية أن “الجفاف مؤخرًا قضى على العديد من الأنهار الجليدية الدائمة وخفض مستويات مياه الأنهار إلى الحد الأدنى”.

 

وبحسب الوسيلة الإعلامية نفسها، تحصل نحو 300 قرية في هذه المحافظة على احتياجاتها من مياه الشرب بواسطة صهاريج.

 

ووعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في 11 نوفمبر بحل مشكلة المياه في محافظات وسط إيران، أصفهان ويزد وسمنان.

 

ووصف المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، أزمة المياه بأنها “مسألة وطنية”، بدون أن يشير إلى الاحتجاجات.

 

وتواجه إيران أسوأ موجة جفاف منذ 50 عاماً، وأثرت أزمة المياه على الأسر والزراعة وتربية الماشية، وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي.

 

وسلطت الاحتجاجات التي تشهدها إيران مؤخرا حول مجموعة من الشكاوى والمطالب المعيشية، الضوء على مشاكل المياه الأكبر التي تعاني منها البلاد، وأثار الخبراء مخاوف بشأن الوضع لسنوات عديدة.

 

وحذرت هيئة الأرصاد الجوية الإيرانية في أبريل الماضي، من “جفاف غير مسبوق” ومن مستويات هطول الأمطار التي كانت أقل بكثير من معدلاتها المعتادة.

 

وفي مقاطعة خوزستان المنتجة للنفط، نزل السكان إلى الشوارع بسبب نقص المياه، وكانت هناك احتجاجات ضد انقطاع الطاقة الكهربائية في مدن أخرى.

 

 

وتواجه إيران مجموعة من التحديات البيئية من ارتفاع درجات الحرارة والتلوث والفيضانات وتلاشي البحيرات.

 

ووفقا لبيانات موقع وزارة الطاقة على الإنترنت، كانت كمية الأمطار في أحواض الأنهار الرئيسية في إيران بين سبتمبر 2020 ويوليو 2021، في معظم الأماكن، أقل بكثير مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

 

وقدرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، أن نحو ثلث حقول القمح في إيران تعتمد على مياه الري، لذلك فإن عدم هطول الأمطار سيكون له ثمن باهظ.

 

ولا تعد أزمة شح المياه في إيران جديدة أو مفاجئة، بل توقعها العديد من الخبراء والمسؤولين منذ سنوات، ففي عام 2015 حذر وزير الزراعة الإيراني الأسبق، عيسى كالانتاري، من أن ندرة المياه سترغم 50 مليون إيراني على مغادرة البلاد، وأن المناطق الريفية ستشهد “حرب مياه”.

 

ولم يسهم هذا التوقع المبكر في اتخاذ أي سياسة ناجعة لاستباق الأزمة أو حلها حين ظهرت بوادرها، حيث تعاني أكثر من 5000 قرية في إيران نقص المياه، ونحو 7000 قرية أخرى يتم إمدادها بالمياه بواسطة الصهاريج، وذلك وفقاً لتصريحات عضو جمعية المخاطر البيئية والتنمية المستدامة، حميد رضا محبوب فر، الذي أوضح أن شح المياه في إيران نتج عن استهلاك 90% من الموارد المائية في البلاد.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية